لمحة عامة:

يُعرف عن تركيا أنّها “الجسر الذي يربط العالم” أو “نقطة التقاء الشرق بالغرب” وذلك نظرًا لموقعها الجغرافي المتميز. إنّها بلدٌ حافلٌ بالثقافات الغنية وتمتلك تاريخًا مشوّقًا بالإضافة إلى نظام حياة يوميّ مميز عن بقية دول العالم، يشمل اللغة واللباس والتسميات وغيرها. كما أنها من أوائل البلدان التي وصلت إلى الحضارة كما نعرفها اليوم. كلّ هذه الميزات جعلت تركيا تحتلّ مرتبة متقدّمة بين أفضل الوجهات السياحية العالمية وهي بلا شكّ واحدة من الوجهات الدراسية المميزة بالنسبة للكثيرين. إن كنت تضع تركيا ضمن  قائمتك للدراسة في الخارج، فمقالُ اليوم سيساعدك على اتخاذ قرار حاسم في هذا الشأن، حيث سنتعرّف على أهم مميزات الدراسة في تركيا وكذلك الأسباب التي يراها البعض كأمور سلبية تجعلهم يعزفون عن اختيار تركيا كوجهة دراسية، ممّا يساعدك على تكوين صورة شاملة عن تجربة الدراسة في تركيا، ومن ثمّ اتخاذ القرار السليم بالنسبة لك.

ما هي مميزات الدراسة في تركيا؟

  • نظام تعليمي ذو معايير عالية لأكثر من عقدٍ من الزمان، حرصت الحكومة التركية بكلّ قوة على تحقيق تكامل أكبر بين التعليم واحتياجات الصناعات العالمية. وهذا ما نراه اليوم على أرض الواقع، حيث لا تخلو أيّ مدينة في تركيا من جامعة واحدة على الأقل. أمّا عدد الجامعات الكلّي فيصل إلى 209 جامعات منها 131 جامعة حكومية و78 جامعة خاصّة تتركّز أغلبها في مدينتي اسطنبول وأنقرة. هذا وتتمتّع الجامعات التركية بسمعة حسنة في مختلف أنحاء العالم، حيث أنّ الشهادات التي تقدّمها معتمدة في العديد من الدول في أوروبا وأمريكا وبقية أنحاء العالم، الأمر الذي يشجّع الكثير من الطلاب الدوليين على اختيار تركيا كوجهة دراسية.
  • بيئة آمنة تتميّز تركيا بكونها بلدًا متطوّرًا وحضاريًا على الصعيدين الجغرافي والمعماري مقارنة بما يجاورها من دول.كما تعدّ من أكثر دول المنطقة أمانًا واستقرارًا. وهذا أحد أهمّ مميزات الدراسة في تركيا حيث يمكنك أن ترى نمط حياة اجتماعي ودود ومُرحّب بالغرباء من الطلاب الدوليين أو حتى السائحين.
  • توفر العديد من منح الدراسة في تركيا وأشهرها منحة الحكومة التركية الممولة بالكامل والتي تغطي جميع تكاليف الدراسة والإقامة والسفر، وتتيح الفرصة لطلاب البكالوريوس أو الدراسات العليا من جميع أنحاء العالم للالتحاق بالجامعات التركية ودراسة تخصصات متنوعة مجانًا.
  • شبكة نقل متطورة تفخر تركيا بامتلاكها شبكة نقل عام متطورة تضمّ قطارات المترو، الترام، الباصات، سيارات الأجرة وحتى العبّارات. ونتيجة لهذا التنوّع في وسائل النقل، فإنّ الوصول من مكان لآخر ليس بالأمر الصعب على الإطلاق، كما يمكن للطلاب استخدام بطاقات الخصومات الخاصّة والتمتّع بأسعار نقل منخفضة للغاية داخل المدينة الواحدة.
  • تكاليف معيشية متدنية واحدة من أهم مميزات الدراسة في تركيا هي انخفاض تكاليف المعيشة. حيث يوجد في البلاد عدد من أكثر المدن تحضّرًا، والتي تقدّم لسكّانها مستوى معيشيًا يضاهي مستويات العيش في دول العالم الأول ولكن بتكلفة أقلّ بكثير، حيث يحتاج الطالب الدولي إلى حوالي 400 – 500 دولار شهريًا لتغطية تكاليف السكن، الطعام، اللباس، التسلية، النقل وتكاليف الهاتف.
  • تنوع ثقافي متميز تتمتع تركيا بموقع جغرافي استراتيجي أتاح لها أن تكون موطنًا لمختلف الحضارات الشرقية والغربية. فهي تقع بين كلّ من قارتيّ أوروبا وآسيا، ما جعلها تكتسب تقاليد وعادات من كلا الجهتين. هذا المزيج الثقافي المميز يحقّق واحدًا من أهم أهداف الدراسة في الخارج، ألا وهو الالتقاء بأشخاص جدد والانفتاح على ثقافات مختلفة والتفاعل معها. هذا بالضبط ما سيجعل إقامتك في تركيا للدراسة تجربة فريدة لا تُنسى.
  • الطبيعة الخلابة يمكن القول أنّ تركيا هي جنة الله على الأرض، وواحدة من أروع العجائب الطبيعية في العالم. حيث تمتلك ساحلاً يبلغ طوله أكثر من 500 ميل، وهي تطلّ على أربع مسطّحات مائية مختلفة: البحر الأبيض المتوسط جنوبًا، بحر إيجة غربًا، البحر الأسود شمالاً وبحر مرمرة الصغير بالقرب من اسطنبول. وفي حال كنت لا تفضّل الشواطئ والبحار، فإنّ سلسلة جبال كاتشكار في الشمال الشرقي تعتبر جنّة لمحبي رياضة الـ Hiking حيث تضمّ العديد من الوديان السريّة، والمناظر الساحرة للحياة البرية. كما ترى، فرحلتك الدراسية إلى تركيا لن تقتصر فقط على الحياة الجامعية، لأنّك ستمتلك أيضًا فرصة استكشاف هذا البلد الجميل ومعالمه السياحية المذهلة.
  • مدخل إلى وظيفة أحلامك واحدة من أهمّ الأسئلة التي ستطرحها على نفسك بعد التخرّج هي: “ماذا بعد؟ ما هي الخطوة التالية؟”… لكن تركيا تقدّم لك الإجابة على هذه التساؤلات…هنالك في الواقع العديد من الخيارات، حيث يمكنك الالتحاق ببرنامج دراسات عليا، العودة إلى وطنك حاملاً شهادة مرموقة، أو حتى البحث عن وظيفة في تركيا أو الدول المجاورة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للطلاب الدوليين في تركيا العمل بدوام جزئي أثناء دراستهم، سواءً داخل الحرم الجامعي أو خارجه، وهو ما يُكسبهم خبرة وظيفية يمكن أن تفتح لهم آفاقًا مهنية أفضل بعد التخرّج.

كانت هذه مجموعة من أهم مميزات الدراسة في تركيا والتي عادة ما تجذب اهتمام الطلاب الدوليين وتشجّعهم على الالتحاق بالجامعات التركية، لكنها ليست الوحيدة، فالقائمة تمتدّ وتطول ويندرج تحتها مميزات أخرى، كسهولة الحصول على تأشيرة الدراسة للطلاب من منطقة الشرق الأوسط، ومدى تشابه العادات التركية مع العادات العربية، وتجربة الأطباق الشهية الشهيرة في البلاد.

ماذا عن سلبيات الدراسة في تركيا؟

لنكن واقعيين، ليس هنالك بلد مثالي، أو وجهة مثالية للدراسة، فلكلّ مكان إيجابياته وسلبياته. وحتى نُمكّنك من اتخاذ قرار سليم مبني على مقارنة صحيحة، لابدّ من ذكر السلبيات التي يراها البعض سببًا في عدم اختيار لتركيا كمكان للدراسة، أو على الأقل ستجعلك معرفتها مستعدًّا للتأقلم والتعايش معها إن سافرت إلى هناك.

  • حاجز اللغة واحدة من أهمّ صعوبات الدراسة في تركيا، تتمثّل في اللغة. حيث يواجه الكثير من الطلاب الدوليين صعوبة في التواصل مع السكان المحليين الأتراك. يفضّل الأتراك التحدّث بلغتهم، لذا قد تواجه وقتًا عصيبًا في التواصل مع الآخرين خلال الأشهر الأولى من إقامتك في تركيا. من الجدير بالذكر أنّ التركية لغة سهلة نسبيًا، وبالإمكان تعلّمها خلال وقت قصير، فإذا رغبت في تجربة دراسية أفضل، ننصحك بتعلّم أساسيات اللغة التركية قبل القدوم إلى البلاد.
  • شعور الغربة وهذا لا ينطبق على تركيا وحسب، بل هو شعور سيراودك أينما ذهبت وحللت. صحيح أنّه قد يكون أقلّ وطأة في بعض البلدان العربية الشقيقة، لكنه موجود في كلّ الأحوال. إن كنت من أولئك المتمسّكين ببلدهم الأم، ولا يفضّلون الغربة، فربما قرار الدراسة في الخارج بشكل عام ليس مناسبًا لك. وهنا يجدر التنويه مجدّدًا أن تركيا تعدّ من الدول الودودة التي ترحّب بالزائرين والغرباء، لذا قد تكون هذه فرصة مناسبة للخروج من منطقة الراحة الخاصّة بك، وتجربة العيش في بلد مختلف بعيد عن وطنك.
  • صعوبة الحصول على تصريح عمل إن كنت راغبًا في العمل بعد التخرّج، أو إنشاء مشروعك الخاص في تركيا، فسوف تحتاج إلى تصريح عمل، وهي عملية تتطلّب منك الكثير من الصبر والجَلد، لأنها تنطوي على الكثير من الإجراءات البيروقراطية. ستجد نفسك تتنقّل بين العديد من المكاتب الحكومية وتنفق الكثير من الوقت في ذلك، دون أن ننسى أن الموظفين الحكوميين يتكلّمون اللغة التركية فقط في غالب الأحيان، وسيكون التواصل معهم صعبًا ما لم تتقن أنت هذه اللغة.
  • القيادة ليست أمرا سهلا! خريطة البلاد عصيّة على الفهم نوعًا ما، بل إنّ السائقين المحليين أنفسهم يجدون أنفسهم تائهين في الطرق والشوارع. لذا، تعتبر قيادة السيارة بالنسبة لشخص مغترب صعبة نوعًا ما. الوصول إلى مكان ما في الوقت المناسب ليس شائعًا، لأنّ الأزمات الخانقة ستعترضُك غالبًا، ولكن ليس عليك أن تقلق، فالدقّة في المواعيد ليست أمرًا حازمًا كما هو الحال في اليابان مثلاً.

 

Please follow and like us:
Pin Share

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *